يعرف زلال البول (بالإنجليزية: Proteinuria) باحتواء البول على البروتين أو الألبيومين، ويحتوي دم الفرد الطبيعي على البروتينات، وخصوصاً الألبيومين أو ما يعرف بالزلال، ويعد الزلال مهماً إذ يحد من الإصابة بالعدوى، ويتحكم بكمية السوائل الموجودة في الدم، كما يوجد له دور في بناء العضلات والعظام.

تقوم الكليتين لدى الفرد بالحفاظ على البروتينات الموجودة في الدم وتمنع تسربها إذ تعيدها إلى الدم، بينما تتخلص من الفضلات، والسوائل الفائضة، وعند حدوث خلل في الكلى، فسوف يتسرب جزء من الألبيومين إلى البول، ويعدّ ذلك من الأعراض المبكرة لأمراض الكلى.

لا يعاني أغلب الأفراد عند إصابتهم بزلال البول في الفترة الأولى من أعراض معينة، ولكن عند تفاقمه فتظهر عليهم بعض الأعراض مثل فقدان الشهية لتناول الطعام، أو الغثيان والاستفراغ، أو ضيق التنفس، أو وجود رغوة أو فقاعات في البول، أو التعب والإعياء، أو تقلصات العضلات أثناء الليل، وتجدر الإشارة إنه يتم  تشخيص زلال البول عبر إجراء تحليل البول.

أسباب الإصابة بزلال البول
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الفرد بزلال البول ومنها ما يلي:

  •  زلال البول الناتج عن الجفاف
    يعد الجفاف من الأسباب التي تؤدي إلى وجود بروتينات في البول بشكل مؤقت، ويصاب الفرد بالجفاف عند فقدانه كمية كبيرة من السوائل، ويحتاج الجسم للماء في نقل البروتينات والمغذيات، وعند حدوث الجفاف لا تستطيع الكلى الاحتفاظ بالبروتين مما يؤدي إلى تسربه إلى البول، وتجدر الإشارة إلى الأسباب التي تؤدي إلى الجفاف كالحمى، أو فرط التعرق، أو الإسهال، أو الاستفراغ، أو عدم شرب كميات كافية للماء.

يظهر على الفرد العيد من الأعراض عند إصابته بالجفاف والتي تعتمد على شدته مثل الصداع، أو التعب والدوخة، أو الشعور بالعطش، أو قلة التبول وتغير لون البول إلى اللون الداكن.

  • زلال البول الناتج عن ارتفاع ضغط الدم
    يصاب بعض الأفراد بارتفاع ضغط الدم، ويعد من الأمراض التي لا يوجد لها أعراض إلا عند تفاقمها، إذ يصاب الفرد بضيق التنفس، أو الصداع، أو نزيف الأنف، ولا توجد أسباب معينة لارتفاع ضغط الدم لكن قد يصاب بعض الأفراد به بسبب وجود مشاكل في الغدة الدرقية، أو أمراض الكلى، أو وجود أورام في الغدة الكظرية، أو تناول بعض الأدوية مثل موانع الحمل ومضادات الاحتقان.

يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى ضعف الأوعية الدموية الموجودة في الكلى، مما يُقلل من قدرتها على إعادة امتصاص البروتين، ويؤدي إلى تسربه إلى البول.

  • زلال البول الناتج عن السكري
    يعد مرض السكري من الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، ويوجد عدة أنواع فهناك مرض السكري من النوع الأول أو النوع الثاني، ويعاني الفرد عند إصابته بالسكري من العديد من الأعراض مثل زيادة التبول، أو الشعور بالجوع والعطش، أو فقدان الوزن، أو التعب. كما قد يؤثر السكري على الكلى، ويؤدي إلى تلفها مما يؤدي إلى تسرب البروتين إلى البول.
  • زلال البول الناتج عن التهاب كبيبات الكلى
    تقوم كبيبات الدم في الوضع الطبيعي بتنقية الدم وإعادة امتصاص البروتين، ولكن عند إصابتها بالالتهاب أو التلف فيؤدي إلر تسرب البروتين إلى البول، ومن أعراض التهاب كبيبات الكلى إضافة لزيادة البروتين في الدم، ارتفاع كمية الدهون والكوليسترول في الدم، وانخفاض كمية البروتين في الدم، وتورم الرجلين، والكاحلين، والقدمين.

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب كبيبات الكلى مثل ارتفاع ضغط الدم، أو الذئبة الحمراء، أو الاعتلال الكلوي السكري، أو التهاب الشغاف، أو التهاب الكبد الفيروسي ب أو ج.

  • زلال البول الناتج عن مرض الكلى المزمن
    يصاب بعض الأفراد بمرض الكلى المزمن والذي يؤدي إلى فقدان الكلى لوظائفها بشكل مستمر، ويؤدي إلى ظهور البروتين في  البول في المرحلة الأولى من الإصابة به، وتبدأ الأعراض الأخرى عادة بالظهور على المريض عند تفاقمه، ومن هذه الأعراض، التعب، أو الغثيان والاستفراغ، أو مشاكل في النوم، أو جفاف وحكة الجلد، أو ضيق التنفس، أو تكرار التبول، أو فقدان الشهية.

وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأمراض التي تسبب تلف في الكلى، وتؤدي إلى الإصابة بمرض الكلى المزمن مثل ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو التهاب كبيبات الكلى، أو أمراض القلب.

  • زلال البول الناتج عن أمراض المناعة الذاتية
    يصاب بعض الأفراد بأمراض المناعة الذاتية إذ تهاجم الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة أنسجة الجسم نفسه، وقد تهاجم كبيبات الكلى وتؤدي إلى التهابها في بعض الأحيان، مما يؤدي إلى تلف الكلى، ووجود البروتين في البول.

ومن الأمثلة على أنواع أمراض المناعة الذاتية التي تؤدي إلى زلال البول، اعتلال الكلية بالجلوبيولين المناعي، أو الذئبة الحمامية المجموعية والتي تعرف بالذئبة الحمراء، أو متلازمة غودباستشار.

  • زلال البول الناتج عن مقدمات تسمم الحمل
    مقدمات الارتعاج أو تسمم الحمل هي أحد مضاعفات الحمل، إذ تصاب الحامل بارتفاع ضغط الدم، ويكون عادة بعد عشرين أسبوعاً من الحمل، مما يؤدي إلى الإصابة بالزلال للحامل وارتفاع كمية البروتين في البول بشكل مؤقت.

من الأعراض الأخرى لمقدمات الارتعاج، زيادة وزن الحامل بشكل كبير، والصداع، وتورم اليدين والوجه، وألم البطن في الجانب الأيمن، وتجدر الإشارة إن ارتفاع الضغط عند الحامل يزول بعد الولادة، إلا إنه قد يسبب ولادة مبكرة للحامل.

  • زلال البول الناتج عن السرطان
    تؤدي الإصابة ببعض أنواع السرطان إلى زلال البول، ومن الأمثلة على هذه الأنواع سرطان الرئة، أو سرطان الثدي، أو سرطان الخلية الكلوية، أو الورم النخاعي المتعدد، إذ يؤثر السرطان على وظائف الكلى، كما قد يدمرها في بعض الأحيان كما هو الحال عند الإصابة بالورم النخاعي المتعدد، ويؤدي إلى ظهور البروتين في البول.

أضف تعليقك