ما هو هرمون الفاسوبريسين و ما علاقة بالماء ؟
الحفاظ على توازُن الماء
يوفر التفاعل بين الغُدَّة النُّخامِيَّة والكليتين آلية أخرى لذلك. فعندما ينخفض مخزون الجسم من الماء، تقوم الغُدَّة النُّخامِيَّة بإفراز هرمون الفاسوبريسين في مجرى الدم (يُسمى أيضًا الهرمون المضاد للإدرار).
يقوم هرمون فاسوبريسين بتحفيز الكلى على الحفاظ على المياه والتقليل من طرح البول .

هرمون ببتيدي ( صنف من الببتيدات ” مبلمرات تتكوّن من ارتباط الاحماض الامينيّة بروابط ببتيديّة ” التي تُفرز في مجرى الدم ولها وظيفة تتعلق بالغدد الصمّاء ) يتحكّم في اعادة امتصاص العديد من الجزيئات في انيبيبات الكلية لتأثيره على نفاذيّة الأنسجة في هذه الانابيب. يلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في عمليّة الاستتباب ” النزعة لتحقيق التوازن أو الاستقرار في الظروف الفيسيولوجيّة الطبيعيّة في جسم الانسان ” كما يؤثر في تنظيم مستوى كلٍ من الماء , الغلوكوز والاملاح . يُشتق هذا الهرمون من سلف طليعة الهرمون ” بروتين مصدري لواحد أو اكثر من الهرمونات التي تعد بشكل اخر مصدراً للهرمونات الببتيديّة ” ويتم انتاجه عادةً في غدة تحت المهاد ويُخزن في الأوعية الدمويّة للغدة النخاميّة الخلفيّة . يُخزن معظم الهرمون في النخاميّة الخلفيّة ليُفرز لاحقاً في مجرى الدم وجزء قليل منه يُفرز بشكل مباشر للدم .

  • من أهم الوظائف الفيسيولوجيّة للفاسوبريسين تنظيم عمليّة المحافظة على مستوى الماء في جسم الانسان , حيث يُفرز عند تعرض الجسم لحالة جفاف ويؤثر في الكليتين بحيث تحافظان على الماء وبالتالي يزداد تركيز البول الناتج عن عملية الفلترة ويقل حجمه في الوقت ذاته .
  • وفي تراكيزه العالية نسبيّاً يزيد من ضغط الدم بتحفيزه لتضيُق الأوعية الدموية , كما يظهر للفاسوبريسين تأثيراً على الدماغ كما سيُوضح لاحقاً .
  • يؤثر الفاسوبريسين على الكليتين بثلاث طرق مختلفة ومن شأنها جميعها أن تزيد من أسمولاليّة البول ” زيادة تركيز المواد المذابة به كمحلول نسبة الى المُذيب وهو الماء ” وتُقلل من افراغ الماء خارج الجسم .
  • فالتأثير الأول يتمثل بزيادة نفاذيّة الماء في خلايا الانبوب الجامع في الكلية مما يسمح باعادة امتصاص الماء وطرح كميّة قليلة من البول وذات تركيز عالٍ .
  • تحدث هذه العملية عن طريق غرز القنوات المائيّة المعروفة بالأكوابورين ” البروتين المنغرس في الغشاء الخلوي والتي تُنظم عملية تدفق الماء عن طريق احداث ثقوب في أغشية الخلايا الحيويّة ” في سطح الغشاء البلازمي المواجه لتجويف الخلايا الظهريّة للانبوب الجامع , وتسمح هذه البروتينات للماء بالخروج من الوحدة الكلويّة المعروفة بلكليون (النيفرون) مما يزيد من حجم الماء المُعاد امتصاصه من البول المتشكل ليعود الى مجرى الدم .
  • كما يلعب الفاسوبريسين دوراً في زيادة نفاذيّة الجزء الُلبي الداخلي للانبوب الجامع لليوريا ” مركب عضوي ذو أهميّة في العمليات الايضيّة للمواد التي تحتوي على النيتروجين في الجسم وبالتالي فهي المادة الرئيسيّة التي تحتوي على النيتروجين في البول ” حيث يزداد اعادة امتصاص اليوريا لتُطرح في الأنسجة الخلاليّة الُلبيّة المُحيطة بعروة هنلي” جزء من الوحدة الكلويّة المسؤول عن تشكيل انحدار في تركيز الايونات في لب الكليتين عن طريق استخدام مضخات للصوديوم مما يزيد حيث يوجِد منطقة ذات تركيز عالً من الصوديوم وبالتالي فانالماء يتدفق من خلال الاكوابورين خارج الانبوب الجامع , مما يزيد من تركيز البول المكوّن ” .
  • اما الوسيلة الاخيرة للفاسوبريسين فتتمثل بتحفيز اعادة امتصاص كلاً من الصوديوم والكلورايد عن طريق زيادة فعاليّة الناقل المشترك لكلٍ من الصوديوم , البوتاسيوم والكلور .
  • اما فيما يتعلق بتأثيرالهرمون على النظام القلبي الوعائي فيعمل على زيادة مقاومة الأوعية الدموية وبالتالي زيادة ضغط الدم الشرياني , يظهر هذا التأثير بشكل طفيف عند الاشخاص الأصحاء الا ان هذه الميكانيكيّة تُعد مهمة جداً لاعادة ضغط الدم الى وضعه الطبيعي وخاصة في حال تعرض الجسم لانخفاض في حجم الدم الناتج عن نزيف حاد .
  • وفي مجال الجهاز العصبي المركزي يلعب الفاسوبريسين دوراً مهماً في مجال تكوين الذاكرة والتي تشمل الانعكاسات المؤجلة , تكوّن الصورة اضافةً الى الذاكرة بنوعيها طويل وقصير المدى , الا ان ميكانيكيّة العمل ما تزال مجهولة الى الان . يُستخدم الفاسوبريسين الصناعي كمنشط لذهن .
  • يُفرز الفاسوبريسين من الغدة النخاميّة الخلفيّة كاستجابة لنقص في حجم بلازما الدم ( بواسطة مستقبلات الضغط في الأوردة والشرايين) ,زيادة اسمولاليّة البلازما ” زيادة تركيز المواد الذائبة بها ” بواسطة المستقبلات الاسموزيّة في غدة تحت المهاد . يُعد ارتفاع اسمولاليّة بلازما الدم أحد محفزات افراز الفاسوبريسين الذي يتم الكشف عنه في الدم والذي يُعد مصدره الرئيسي الغدة النخاميّة الخلفيّة ولكن في بعض الحالات يكون مصدره الاورام المُفرزة للفاسوبريسين .
  • يؤدي نقص افراز الفاسوبريسين أو نقص حساسيّة الكليتين له للاصابة بالبوالة التفهة ( الحالة الصحيّة التي يشعر المُصاب بها بالعطش الدائم وطرح زائد للبول وبشكله المُخفف نظراً لعدم قدرة الكلى على اعادة امتصاص الماء واعادته لمجرى الدم ) كما أن نقصه يؤدي الى الاصابى بما يُدعى فرط صوديوم الدم ( اضطراب في املاح الدم ناتج عن خلل في الماء الحر في الجسم وليس لفرط ترميز الصوديوم في الدم ) وأخيراً يتسبب نقص الهرمون في البوال ( تكرارالتبوّل ) وزيادة الاحساس بالعطش . تُستخدم المركبات الصناعيّة للفاسوبريسين لعلاج العديد من الاضطرابات الصحيّة كالنزيف و تبوّل الاطفال في فراشهم .

أضف تعليقك