أما فيما يخص المرأة الحامل، فإن المرأة تتعرض خلال فترة الحمل لتغيرات هرمونية كبيرة (خاصة زيادة في نسبة هرمون البروجسترون)، الأمر الذي يضعف تقلص عضلات المثانة والحالبين، الذي بدوره يزيد نسبة احتمال ارتجاع البول في المسالك وتدفقه بشكل عكسي من خلال الحالب وصولا إلى حوض الكليتين في بعض الأحيان ليتسبب بما يسمى التهاب المسالك البولية العلوية، والذي يعد أقل شيوعا لكن أكثر خطورة خاصة في الحوامل.

ما هي علامات وأعراض التهابات المسالك البولية؟ حرقة البول واحدة منها فقط.

قد نتعرض لالتهاب المسالك البولية لكن الأعراض قد تكون غير واضحة أحيانا و صامتة، خاصة لدى الذكور.

أما أعراض وعلامات التهاب المسالك البولية في البالغين فهي واحدة أو أكثر من التالية ذكرهم:

●  عسر في البول.

●  الرغبة الملحة والمتكررة في التبول.

●  الشعور بامتلاء المثانة وألم في منطقة أسفل البطن.

●  اختلاف لون البول فيكون إما داكن اللون أو غير صافي اللون أو يحتوي على الدم.

●  ارتفاع في درجة الحرارة، قشعريرة و شعور بالضيق أو التوعك (خصوصا في التهابات المسالك البولية العلوية).

كيف يتم تشخيص التهابات المسالك البولية؟

يتم تشخيص التهاب المسالك البولية بناء على الأعراض التي يشكو منها المريض.

يلجأ الطبيب لعمل فحوصات تتضمن (تحليلا بسيطا أو مخبريا للبول أو إجراء زراعة للبول لمعرفة البكتيريا المسببة للالتهاب) عن طريق إعطاء عينة من البول. عادةً، لا يقتضي تشخيص التهاب مجرى البول اجراء اي صور شعاعية إلا في حالات معينة أكثر تعقيدا.

احتياطات عند اعطاء عينة بول للفحص المختبري

كما ذكرت، البول يعد سائلا معقما، فوجوب الحفاظ على خلو حافظة عينة البول من الجراثيم أمر ضروري جدا لضمان نتيجة مخبرية دقيقة لنوع البكتيريا المسببة للالتهاب، بحيث لا تترك الحافظة مفتوحة إلا عند الاستعمال المباشر خاصة فيمن لا يستطيع اعطاء عينة في المختبر وهذا الأمر الذي يحتم تعقيم الحافظات وتغليفها من قبل صانعيها أو موزعيها.

على الرغم من وضوح أعراض التهابات المسالك البولية إلا أنها قد تتشابه مع بعض الحالات المرضية الأخرى مثل بعض الأمراض المتناقلة جنسيا، أو في النساء اللاتي تعدين انقطاع الطمث الدائم قد تشبه الأعراض ما يمكن حدوثه عند الاصابة بالتهاب المهبل الضموري (atrophic vaginitis)، إذ يكون العلاج في هذه الحالة عبارة عن تعويض الهرمون الأنثوي “الاستروجين” (Estrogen) عن طريق حبوب منع الحمل أو مرهم موضعي هرموني.

فيما قد تتشابه أعراض التهابات المسالك البولية بـ تضخم أو التهاب غدة البروستاتا عند الرجال البالغين.

متى يجب عليك أن تراجع/ي طبيبك؟

ينصح بمراجعة الطبيب فور ملاحظة الأعراض الانف ذكرها. إذ أن معظم التهابات المسالك البولية تعالج عن طريق مضادات حيوية للبكتيريا على مدى ثلاث إلى خمسة أيام. إذ تبدأ أعراض الألم والحرقة والعسر بالتلاشي بعد وقت قصير من استخدام المضاد الحيوي الموصوف.

من الضروري جدا أن لا تتوقف عن استخدام المضاد الحيوي الموصوف قبل انتهاء المدة المحددة من قبل الطبيب. فإن لم يتم معالجة التهاب المسالك البولية بشكل كلي فإنه من الأرجح أن يصاب به المريض مجدداً. ناهيك عن تطوير البكتيريا المسببة لاليات مقاومة للمضاد الحيوي في حالة التوقف عن استخدامه قبل معالجة الالتهاب بشكل تام.

ما يمكنك فعله بعد مراجعة الطبيب هو الوقاية من التهابات محتملة جديدة أو استخدام بعض العلاجات المنزلية للتخفيف من الالام.

  1.  يمكنك استخدام مسكنات الألم المعروفة والتي يمكن الحصول عليها بدون وصفة طبية مثل ايبوبروفن أو باراسيتامول أو النابروكسين.
  2.  الإكثار من شرب السوائل لضمان جرف البول لأي جراثيم محتملة ومنعها من الالتصاق بجدار المسالك البولية، خاصة الماء، وحاول أن تبتعد عن شرب الكافيين الموجود بالقهوة، و عن العصائر التي تحتوي على السكر واختر عوضا عنها أنواع من الشاي منزوع الكافيين أو شراب الليمون مع الماء الدافئ.
  3.  يمكنك وضع وسادة أو قربة ماء دافئ على منطقة العانة أسفل البطن للتخفيف من الألم.
  4. الحرص على ارتداء ملابس داخلية قطنية نظيفة و تغييرها باستمرار خاصة في فترة الحيض عند الإناث بالإضافة إلى تجنب ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من النايلون أو الملابس الضيقة التي تسبب احتكاك و تعرق في المنطقة التناسلية.
  5.  تناول الأناناس لاعتباره مصدر غني بإنزيم البرومالين (Bromelain) الذي يحمل خصائص مضادة للإلتهابات، مع الحرص على استخدام المضاد الحيوي الموصوف من قبل الطبيب.
  6. عصير التوت البري الشهير – كرانبيري

قد يعد من العلاجات المنزلية الأكثر شهرة عند عامة الناس فيما يتعلق بعلاج التهابات المسالك البولية. يحتوي التوت البري (Cranberry) على خصائص مضادة للبكتيريا بالإضافة لاحتوائه على مادة البروانثوسيانيدين (Proanthocyanidins) التي تعمل على منع البكتيريا وخاصة بكتيريا “الاي كولاي” القولونية من الالتصاق بجدار المسالك البولية.

على الرغم من أن شهرة عصير التوت البري قد تسبق ذكره إلا أن الدراسات العلمية الحديثة المنشورة في مختلف المجلات الطبية، خلصت إلى أن التوت البري ليس بالكفاءة الطبية أو العلاجية التي يتمتع بها حقيقة بين الناس، وحسب إحدى الدراسات الموثقة المنشورة عام 2012 في” Cochrane Database of Systematic Reviews”، أكدت أن شرب عصير التوت البري بشكل روتيني لا يرتقي لأن يكون بمثابة طريق وقائي فعال من التهابات المسالك البولية.

 

Write a Reply or Comment